النوخذة
لقد عرفت الأعمال البحرية كمهن قديمة احترفها إنسان البيئة الساحلية يكتسب
منها قوته, وقد اشتهر الخليج العربي منذ القدم بأنه مصدر هائل للأصداف
واللآلىء والأسماك, وبما أن منطقة القطيف إحدى مناطق الخليج العربي
المأهولة بالسكان, لذا لا غرابة أن يمارس 45% من أهلها في الأعمال
البحرية, وكان اللؤلؤ الذي يستخرج من جوف البحر عماد حياتهم بل كان مورد
ثراء مجموعة من السكان خاصة الطواشين والنواخذة وقد كان صيد اللؤلؤ حتى
وقت قريب العمل الرئيسي لسكان القرى المطلة على الساحل في منطقة القطيف
ويمكن تقسيم الأفراد الذين يرتبطون بعمليات صيد اللؤلؤ إلى فئتين هما: فئة
الممولين و فئة العاملين.
ومن فئة الممولين (المقسم) وهو ذلك الرجل الثري الذي يمول سفينة الغوص بما
يحتاجونه إضافة إلى إعالة البحارة والغواصين في فترة عملهم, وقد كان
للمقسم سيطرة قوية على عمليات صيد اللؤلؤ. ويعتبر النوخذه قائد السفينة
الذي يأمر بما يراه مناسباً وله الطاعة و السمع من قبل البحارة بصفته
ربّان السفينة وأن كلمة (نوخذه) إيرانية الأصل وتعني قائد السفينة, وجمع
نوخذه (نواخذة) ومن الممكن أن تكون نصف السفن ملكهم والنصف الآخر مستأجراً
لشخص أو يكون مجرد موظف لدى صاحب السفينة.
ويحدد النوخذه يوماً لإحضار الأدوات والمعدات اللازمة للغوص والمؤنة
(الطعام والشراب) والتتن ليكونوا على أتم الاستعداد للإبحار (الدشة) وفي
عصر اليوم المحدد يقوم البحارة بسحب (اللنجات والقوارب) بعيداً عن
الشاطىء, ويبلغ عدد البحارة من ثلاثين إلى تسعين أو مائة وعشرين فرداً حسب
كبر المحمل وصغره. ووقت الدشة تدخل (اللنجات) عرض البحر مودَعين من قِبل
ذويهم وأهاليهم وأحبابهم بالأدعية الطيبة, ثم يأخذ كل بحار مكانه على ظهر
السفينة, فالنوخذه يخصص له مكان في مؤخرة السفينة وكذا رئيس المحمل أو من
ينوب عنه وكبار البحارة حيث يكون مجلسهم ومعيشتهم طوال فترة الرحلة. كما
يوجد مكان للسكونية والغواصين, أما باقي البحارة كالسبب والتباب والرضيف
ومن في مستواهم فمكانهم عادة يكون وسط السفينة.
بعد أن يتم تحديد أماكن الغواصين تتحرك السفينة إلى مغاصات اللؤلؤ بأمر من
النوخذه معتمدين في سيرهم على البوصلة والتي يطلق عليها (الديرة) إلى جانب
خبرة البحارة التامة بقياس أعماق البحر ومعرفة الاتجاهات ومواطن انتشار
الهيرات وأماكن الصخور والشُعب المرجانية والأسماك المتوحشة إضافة إلى
معرفتهم بالحالة الجوية وغيرها.
الطواشين
ينقسم تجار اللؤلؤ إلى فئتين: فئة التجار, وفئة الطواويش, أما التجار فهم
الذين يتعاملون بالجملة أو الذين تأتيهم بضاعتهم حتى محلاتهم التجارية,
وهم يشترونها نقداً ولهم صلة بأسواق بمباي والكويت والبحرين.
أما الطواويش فهم صغار التجار, وعلى هؤلاء أن يبحثوا عن اللآلي في مناطق
استخراجهم, فيذهبون إلى السفن والمراكب ويشترون ما يجدونه منها نقداً أو
يبادلونه بالمواد التموينية مما يحتاج إليه الغواصون ثم يبيعون ما يجمعونه
إلى التجار, وهناك فئة أخرى من الطواويش ينتظرون البحارة على السواحل
ليشترون اللؤلؤ ويبيعونها بالطريقة التي تناسبهم وهي فئة قليلة.
وتسمى اللؤلؤة الواحدة (حصبات) والجمع (حصابي), وللحصبات أسماء مختلفة
تعرف بواسطة غرابيل أعدت لذلك وتسمى (طوس) والواحدة (طاسة) وتركب الواحدة
داخل الأخرى فما لا يسقط من الغربال الأول يسمى (رأساً) ومايمسكة الثاني
يسمى(بطناً) وما يبقى في الثالث يسمى(ذيلاً) والباقي يسمى(سحتيتاً), كما
أن هناك دلال للؤلؤ وهو الذي يقوم بدور الوسط بين الطواش وبين التاجر وله
عمولة من كلا الطرفين, ويكون في العادة أقرب إلى جانب التاجر منه إلى جانب
الطواش
القلاليف
النجارة وهي القلافة المتعارف عليها عند أبناء الخليج العربي ويسمى صاحب هذه المهنة (القلاف) ...
وقد سرى هذا الاسم إلى وقت طويل حتى عرفت به عوائل عديدة في أقطار الخليج العربي,
ولقد جاءت كلمة القلف اشتقاقاً بما تعني الجلف وهو لحاء الشجر,
أما القرف فهو لحاء الشجيرات الصغيرة وغير ذلك من الشجر,
حيث يأخذ النجار بتقشير جلف الشجر ويحسن مظهره قبل وضعه بالطريقة المطلوبة في مكانها فيقال جلف أو قلف,
فعرف النجار بالقلاف في الخليج,
ومهمته تكمن في قطع الخشب وتلميعه وخرقه لعمل بعض أجزاء من السفينة مثل
الدقل والصور والنوافذ والأبواب والدراويز والمحجرات والقباب والشداخة
والتخنة والسحارة وكرسي المصحف والقواري وقد استخدموا في هذا المجال:
القدوم, الرنده, المجداع, النقار...وغير ذلك.
الغواصين
على ظهر كل سفينة وخاصة السفن الكبيرة الحجم فريق متكامل متجانس لكل منهم
دور يؤديه ومهام خاصة مكلف بها ومن هذه الأدوار دور (الغيص) وجمعه
(غواويص) وهو الشخص الذي يغوص لاستخراج المحار من قاع البحر ويأتي في
المرتبة الثانية بعد النوخذة.النهام
وهو مطرب السفينة ويكون متواجد بالخصوص في السفن الكبيرة ويمتاز غالباً
بالصوت القوي المحبب للنفس, وليس في ذلك شك أن أغنية العمل لها أثر كبير
في التخفيف من عناء العمل ومشقته وربما كانت عاملاً مساعداً في بعث الهمة
والنشاط وإنعاش النفوس ولقد كان للبحر دور مهم في حياة أبناء المنطقة
فصاغوا له الأغاني التي صورت لنا معاناتهم فهم دائماَ متوكلون على الله
يسألونه العون والتوفيق والسلامة بينما يرى البعض وقد أضناه فراق الحبيب
والبعض الآخر يعيش على الأمل وينشد السعادة. والنهام هو مغني السفينة
ومطربها الذي يبث في البحارة الحماس للعمل ومواصلته ولم يكن دوره في
الإبداع الشعبي يقتصر على إضفاء البهجة على الحياة والترويح عن البحارة من
عنائهم بل كان يشارك في العمل نفسه.
السيب
وهو الشخص الذي يجر الحبال لرفع الغواص من قاع البحر بالإضافة إلى إدارة السفينة وإنزال الغواصين إلى الماء.
منقول
لقد عرفت الأعمال البحرية كمهن قديمة احترفها إنسان البيئة الساحلية يكتسب
منها قوته, وقد اشتهر الخليج العربي منذ القدم بأنه مصدر هائل للأصداف
واللآلىء والأسماك, وبما أن منطقة القطيف إحدى مناطق الخليج العربي
المأهولة بالسكان, لذا لا غرابة أن يمارس 45% من أهلها في الأعمال
البحرية, وكان اللؤلؤ الذي يستخرج من جوف البحر عماد حياتهم بل كان مورد
ثراء مجموعة من السكان خاصة الطواشين والنواخذة وقد كان صيد اللؤلؤ حتى
وقت قريب العمل الرئيسي لسكان القرى المطلة على الساحل في منطقة القطيف
ويمكن تقسيم الأفراد الذين يرتبطون بعمليات صيد اللؤلؤ إلى فئتين هما: فئة
الممولين و فئة العاملين.
ومن فئة الممولين (المقسم) وهو ذلك الرجل الثري الذي يمول سفينة الغوص بما
يحتاجونه إضافة إلى إعالة البحارة والغواصين في فترة عملهم, وقد كان
للمقسم سيطرة قوية على عمليات صيد اللؤلؤ. ويعتبر النوخذه قائد السفينة
الذي يأمر بما يراه مناسباً وله الطاعة و السمع من قبل البحارة بصفته
ربّان السفينة وأن كلمة (نوخذه) إيرانية الأصل وتعني قائد السفينة, وجمع
نوخذه (نواخذة) ومن الممكن أن تكون نصف السفن ملكهم والنصف الآخر مستأجراً
لشخص أو يكون مجرد موظف لدى صاحب السفينة.
ويحدد النوخذه يوماً لإحضار الأدوات والمعدات اللازمة للغوص والمؤنة
(الطعام والشراب) والتتن ليكونوا على أتم الاستعداد للإبحار (الدشة) وفي
عصر اليوم المحدد يقوم البحارة بسحب (اللنجات والقوارب) بعيداً عن
الشاطىء, ويبلغ عدد البحارة من ثلاثين إلى تسعين أو مائة وعشرين فرداً حسب
كبر المحمل وصغره. ووقت الدشة تدخل (اللنجات) عرض البحر مودَعين من قِبل
ذويهم وأهاليهم وأحبابهم بالأدعية الطيبة, ثم يأخذ كل بحار مكانه على ظهر
السفينة, فالنوخذه يخصص له مكان في مؤخرة السفينة وكذا رئيس المحمل أو من
ينوب عنه وكبار البحارة حيث يكون مجلسهم ومعيشتهم طوال فترة الرحلة. كما
يوجد مكان للسكونية والغواصين, أما باقي البحارة كالسبب والتباب والرضيف
ومن في مستواهم فمكانهم عادة يكون وسط السفينة.
بعد أن يتم تحديد أماكن الغواصين تتحرك السفينة إلى مغاصات اللؤلؤ بأمر من
النوخذه معتمدين في سيرهم على البوصلة والتي يطلق عليها (الديرة) إلى جانب
خبرة البحارة التامة بقياس أعماق البحر ومعرفة الاتجاهات ومواطن انتشار
الهيرات وأماكن الصخور والشُعب المرجانية والأسماك المتوحشة إضافة إلى
معرفتهم بالحالة الجوية وغيرها.
الطواشين
ينقسم تجار اللؤلؤ إلى فئتين: فئة التجار, وفئة الطواويش, أما التجار فهم
الذين يتعاملون بالجملة أو الذين تأتيهم بضاعتهم حتى محلاتهم التجارية,
وهم يشترونها نقداً ولهم صلة بأسواق بمباي والكويت والبحرين.
أما الطواويش فهم صغار التجار, وعلى هؤلاء أن يبحثوا عن اللآلي في مناطق
استخراجهم, فيذهبون إلى السفن والمراكب ويشترون ما يجدونه منها نقداً أو
يبادلونه بالمواد التموينية مما يحتاج إليه الغواصون ثم يبيعون ما يجمعونه
إلى التجار, وهناك فئة أخرى من الطواويش ينتظرون البحارة على السواحل
ليشترون اللؤلؤ ويبيعونها بالطريقة التي تناسبهم وهي فئة قليلة.
وتسمى اللؤلؤة الواحدة (حصبات) والجمع (حصابي), وللحصبات أسماء مختلفة
تعرف بواسطة غرابيل أعدت لذلك وتسمى (طوس) والواحدة (طاسة) وتركب الواحدة
داخل الأخرى فما لا يسقط من الغربال الأول يسمى (رأساً) ومايمسكة الثاني
يسمى(بطناً) وما يبقى في الثالث يسمى(ذيلاً) والباقي يسمى(سحتيتاً), كما
أن هناك دلال للؤلؤ وهو الذي يقوم بدور الوسط بين الطواش وبين التاجر وله
عمولة من كلا الطرفين, ويكون في العادة أقرب إلى جانب التاجر منه إلى جانب
الطواش
القلاليف
النجارة وهي القلافة المتعارف عليها عند أبناء الخليج العربي ويسمى صاحب هذه المهنة (القلاف) ...
وقد سرى هذا الاسم إلى وقت طويل حتى عرفت به عوائل عديدة في أقطار الخليج العربي,
ولقد جاءت كلمة القلف اشتقاقاً بما تعني الجلف وهو لحاء الشجر,
أما القرف فهو لحاء الشجيرات الصغيرة وغير ذلك من الشجر,
حيث يأخذ النجار بتقشير جلف الشجر ويحسن مظهره قبل وضعه بالطريقة المطلوبة في مكانها فيقال جلف أو قلف,
فعرف النجار بالقلاف في الخليج,
ومهمته تكمن في قطع الخشب وتلميعه وخرقه لعمل بعض أجزاء من السفينة مثل
الدقل والصور والنوافذ والأبواب والدراويز والمحجرات والقباب والشداخة
والتخنة والسحارة وكرسي المصحف والقواري وقد استخدموا في هذا المجال:
القدوم, الرنده, المجداع, النقار...وغير ذلك.
الغواصين
على ظهر كل سفينة وخاصة السفن الكبيرة الحجم فريق متكامل متجانس لكل منهم
دور يؤديه ومهام خاصة مكلف بها ومن هذه الأدوار دور (الغيص) وجمعه
(غواويص) وهو الشخص الذي يغوص لاستخراج المحار من قاع البحر ويأتي في
المرتبة الثانية بعد النوخذة.النهام
وهو مطرب السفينة ويكون متواجد بالخصوص في السفن الكبيرة ويمتاز غالباً
بالصوت القوي المحبب للنفس, وليس في ذلك شك أن أغنية العمل لها أثر كبير
في التخفيف من عناء العمل ومشقته وربما كانت عاملاً مساعداً في بعث الهمة
والنشاط وإنعاش النفوس ولقد كان للبحر دور مهم في حياة أبناء المنطقة
فصاغوا له الأغاني التي صورت لنا معاناتهم فهم دائماَ متوكلون على الله
يسألونه العون والتوفيق والسلامة بينما يرى البعض وقد أضناه فراق الحبيب
والبعض الآخر يعيش على الأمل وينشد السعادة. والنهام هو مغني السفينة
ومطربها الذي يبث في البحارة الحماس للعمل ومواصلته ولم يكن دوره في
الإبداع الشعبي يقتصر على إضفاء البهجة على الحياة والترويح عن البحارة من
عنائهم بل كان يشارك في العمل نفسه.
السيب
وهو الشخص الذي يجر الحبال لرفع الغواص من قاع البحر بالإضافة إلى إدارة السفينة وإنزال الغواصين إلى الماء.
منقول